عرض مساء أمس الخميس ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان للسينما المتوسطية فيلم الفيلم المصري "مولانا".
الفيلم الذي أخرجه مجدي أحمد علي مقتبس عن رواية للكاتب إبراهيم عيسى والذي شارك المخرج في كتابة السيناريو و الحوار إدانة للتطرف الديني وفضح لمن صنعه ورباه وتركه ينمو ويصبح وحشا ل يعد ممكنا السيطرة عليه.
الفيلم بسيط في تركيبته وليس به ادعاء فني كبير لكن صانعيه يذهبون مباشرة للداء ويضعون أصبعهم عليه بنوع من السوداوية يفرضهما اليوم مايجري بمصر والعالم العربي. فيلم قاس ومتشائم ، وهي قسوة وتشاؤم من وحي واقع بئيس أراد اللاعبون الأساسيون فيه بفكرهم الظلامي العودة بالمنطقة وأهلها عصورا للوراء.
نتابع في فيلم "مولانا" داعية شابا متفتحا إلى أقصى الحدود وداعيا لفكر إسلامي معتدل ومنفتح على العالم وعلى الأديان الأخرى وغير إقصائي. لكنه يجد أمامه صعوبات وعراقيل من صنع فاعلين في السلطة ومتشددين إسلاميين يتبادلون المصلحة ويهم أن تظل الأوضاع متوترة ومحتقنة حتى يحققوا مآربهم.
ونحن نشاهد ونتابع هذه الشخصية نتساءل هل هنالك حقا داعية إسلامي في واقعنا الحالي بهذه المواصفات يقف في وجه طغيان السلطة وتجبرها ويدين في نفس الوقت التشدد الديني بفكره الظلامي الذي أغلق منافذ النور أو كاد في منطقة عربية منكوبة؟ ! لكننا حينما نتمعن نجد أن المخرج والكاتب أرادا بهذه الشخصية التخييلية، والتي كل الشخوص المحيطة بها من وحي الواقع، أن يزعزعا اليقينيات ويوصلا وجهة نظرهما عن "الدين السمح" الذي يجب أن يسود والذي هنالك رغم كل شيء مرجعيات له في النصوص الدينية والتي يمكن الارتكاز عليها للقيام بعملية إصلاح للفكر الديني المتشدد السائد حاليا طبعا مع الانفتاح على التراث الإنساني المبني على التسامح وقبول الآخر المختلف.
الفيلم على مايبدو لمشاهد مهتم ومتتبع رصدت له إمكانيات مادية مهمة أضفت نوعا من المصداقية الفنية لخطابه ، بحيث أنه من الصعب تصوير تلك المشاهد للمجاميع بدون سخاء إنتاجي لم يبخل على الفيلم بما يستحقه من دعم.
فيلم مولانا يجب أن نضعه في سياقه كونه واضحا في خطابه وصريحا في مسعاه ولايجب الغوص في أبعاده الفنية كثيرا وتحميله مالايحتمل.